الأحد، 21 أكتوبر 2012
مدينة القدس
2:13 م
Abdallah Nakhaleh
لا يوجد تعليقات
تاريخ مدينة القدس
هي
أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة، مسرح النبوات وزهرة
المدائن، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور.
المـوقـع
:
تقع
مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبا إلى الشرق من البحر المتوسط على سلسلة جبال ذات سفوح
تميل إلى الغرب والى الشرق. وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو 750 م وعن سطح البحر
الميت نحو 1150 م، وتقع على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً، وخط عرض 31 درجة و52
دقيقة شمالا. تبعد المدينة مسافة 52 كم عن البحر المتوسط في خط مستقيم و22 كم عن
البحر الميت و250 كم عن البحر الأحمر، وتبعد عن عمان 88 كم، وعن بيروت 388 كم، وعن
دمشق 290 كم.
التأسيـس
:
إن
أقدم جذر تاريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن سام بن
نوح عليه السلام -إيلياء أحد أسماء القدس- وقيل أن "مليك صادق" أحد ملوك
اليبوسيين -وهم أشهر قبائل الكنعانيين- أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة
(3000 ق.م) والتي سميت بـ "يبوس" وقد عرف "مليك صادق" بالتقوى
وحب السلام حتى أُطلق عليه "ملك السلام"، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو
شالم أو "أور شالم" بمعنى دع شالم يؤسس، أو مدينة سالم وبالتالي فان
أورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من
أيدي أصحابها اليبوسيين وسماها الإسرائيليون أيضا "صهيون" نسبة لجبل في
فلسطين، وقد غلب على المدينة اسم "القدس" الذي هو اسم من أسماء الله
الحسنى، وسميت كذلك بـ "بيت المقدس" الذي هو بيت الله.
التوسـعة والإعمـار :
1- في عهد
النبي سليمان عليه السلام اتسعت القدس فبنى فيها الدور وشيد القصور وأصبحت عاصمة
للدولة، امتدت من الفرات إلى تخوم مصر. ويعتبر هيكل سليمان أهم وأشهر بناء أثري
ضخم، شيده الكنعانيون فيها ليكون معبداً تابعا للقصر.
2- قام
الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بعدة إصلاحات فيها.
3- سنة 72
هـ بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وكان غرضه أن يحول إليها
أفواج الحجاج من مكة التي استقر فيها منافسه عبد الله بن الزبير إلى القدس.
4- سنة 425
هـ شرع الخليفة الفاطمي السابع علي أبو الحسن في بناء سور لمدينة القدس بعد بناء
سور الرملة، وفي العصر الفاطمي بني أول مستشفى عظيم في القدس من الأوقاف الطائلة.
5- سنة 651
هـ / 1253 م وفي زمن المماليك غدت القدس مركزا من أهم المراكز العلمية في العالم
الإسلامي.
6- سنة
1542 م جدد السلطان سليمان القانوني السور الحالي الذي يحيط بالمدينة القديمة
والذي يبلغ طوله 4200 م وارتفاعه 40 قدماً.
المعـالـم
:
كانت
أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء تحيط بها من جهاتها الثلاثة الشرقية
والجنوبية الغربية الأودية، أما جهاتها الشمالية والشمالية الغربية فكانت مكشوفة
وتحيط بها كذلك الجبال التي أقيمت عليها المدينة، وهي جبل موريا (ومعناه المختار)
القائم عليه المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ويرتفع نحو 770 م، وجبل اُكر حيث توجد
كنيسة القيامة وجبل نبريتا بالقرب من باب الساهرة، وجبل صهيون الذي يعرف بجبل داود
في الجنوب الغربي من القدس القديمة. وقد قدرت مساحة المدينة بـ 19331 كم، وكان
يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً وعليه 34 برج منتظم ولهذا
السور سبعة أبواب وهي:
1- باب
الخليل، 2- باب الجديد، 3- باب العامود، 4- باب الساهرة،
5- باب المغاربة، 6- باب الأسباط، 7- باب النبي داود عليه السلام.
الأوديـة التي تحيط بالقـدس :
1-
وادي جهنم: واسمه القديم "قدرون" ويسميه العرب
"وادي سلوان".
2-
وادي الربابة: واسمه القديم "هنوم".
3-
الوادي أو"الواد": وقد يسمى "تيروبيون"
معناه "صانعوا الجبن".
الجبـال المطلّـة على القـدس :
1- جبل
المكبر: يقع في جنوب القدس وتعلو قمته 795 م عن سطح البحر، وعلى جانب هذا
الجبل يقوم قبر الشيخ ـ أحمد أبي العباس ـ الملقب بأبي ثور، وهو من المجاهدين الذي
اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين الأيوبي.
2- جبل
الطور أو جبل الزيتون: ويعلو 826 م عن سطح البحر ويقع
شرقي البلدة المقدسة، وهو يكشف مدينة القدس، ويعتقد أن المسيح صعد من هذا الجبل
إلى السماء.
3- جبل
المشارف: ويقع إلى الشمال من مدينة القدس، ويقال له أيضا "جبل
المشهد" وهو الذي أطلق عليه الغربيون اسم "جبل سكوبس" نسبه إلى
قائد روماني.
4- جبل
النبي صمويل: يقع في شمال غربي القدس ويرتفع 885 م عن سطح
البحر.
5- تل
العاصور: تحريف "بعل حاصور" بمعنى قرية البعل ويرتفع 1016 م عن
سطح البحر، ويقع بين قريتي دير جرير وسلود ، وهو الجبل الرابع في ارتفاعه في
فلسطين.
ويصف
مجير الدين الحنبلي القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 هـ بقوله :
"مدينة
عظيمة محكمة البناء بين جبال وأودية، وبعض بناء المدينة مرتفع على علو، وبعضه
منخفض في واد وأغلب الأبنية التي في الأماكن العالية مشرفة على ما دونها من
الأماكن المنخفضة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر، وفي أغلب الأماكن يوجد
أسفلها أبنية قديمة، وقد بني فوقها بناء مستجد على بناء قديم، وهي كثيرة الآبار
المعدة لخزن الماء، لأن ماءَها يجمع من الأمطار".
الأماكـن
المحكمة البنـاء في القـدس :
أسـواقها:
سوق
القطـانين: المجاور لباب المسجد من جهة الغرب، وهو سوق في غاية الارتفاع
والإتقان لم يوجد مثله في كثير من البلاد.
الأسواق
الثلاثة: المجاورة بالقرب من باب المحراب المعروف بباب الخليل، وهو من بناء
الروم. وأول هذه الأسواق سوق العطارين وهو الغربي في جهة الغرب وقد أوقفه صلاح
الدين الأيوبي على مدرسته الصلاحية.
حـاراتها:
الحارات المشهورة في القدس
هي:
حارة المغاربة،
وحارة الشرف، حارة العلم، حارة الحيادرة، حارة الصلتين، حارة الريشة، حارة بني
الحارث، حارة الضوية.
القـلعـة:
وهي
حصن عظيم البناء بظاهر بيت المقدس من جهة الغرب، وكان قديما يعرف بمحراب داود عليه
السلام، وفي هذا الحصن برج عظيم البناء يسمى برج داود، وهو من البناء القديم
السليماني، وكانت تدق فيه الطبلخانة في كل ليلة بين المغرب والعشاء على عادة
القلاع بالبلاد.
عيـن
سـلوان :
وهي بظاهر القدس الشريف من جهة القبلة بالوادي، يشرف عليها سور
المسجد الجنوبي، وقد ورد في بعض الأخبار أهمية هذه العين ووصفها ومكانتها، وهي
إحدى العيون الجارية التي ورد ذكرها في الكتاب العزيز:
{فِيهِمَا عَيْنَانِ
تَجْرِيَانِ} (الرحمن/50).
آبـارهـا
:
بئر أيوب، وهي بالقرب من عين سلوان نسبة إلى سيدنا أيوب عليه
السلام، ويقال إن الله تعالى قال لنبيه أيوب عليه السلام:
{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا
مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (ص/42).
مسـاجدهـا
:
1-
المسجد الأقصى الشريف: والذي يقع في وسطه الصخرة
الشريفة.
2-
جامع المغاربة: وهو يقع بظاهر المسجد الأقصى من جهة الغرب.
3-
جامع النبي داود عليه السلام.
مقـابرهـا
:
1- قبر
النبي موسى عليه السلام: الواقع شرقي بيت المقدس.
2- مدفن
النبي داود عليه السلام: في الكنيسة المعروفة
"بالجيسمانية" شرق بيت المقدس في الوادي. وكذلك قبر زكريا وقبر يحيى
عليهما السلام.
3- قبر
مريم عليها السلام: وهو في كنيسة الجيسمانية، في داخل
جبل طور خارج باب الأسباط.
4- مقبرة
الساهرة: وهي البقيع المعروف بالساهرة في ظاهر مدينة القدس من جهة الشمال
وفيها يدفن موتى المسلمين ومعنى "الساهرة" أرض لا ينامون عليها ويسهرون.
5- مقبرة
باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الأقصى.
6-مقبرة
الشهداء ـ مقبرة ماملا: وهي أكبر مقابر البلد تقع بظاهر
القدس من جهة الغرب.
مـدارسـها
:
في
المدينة مدارس ومعاهد علمية ودينية وخيرية عديدة منها:
مدارس
حكومية: وهي دار المعلمين، ودار المعلمات، والمدرسة الرشيدية، والمأمونية،
والبكرية، والعمرية، والرصاصية، ومدرسة البقعة..... الخ.
مدارس
قديمة: وهنالك نحو 70 مدرسة قديمة أهمها المدرسة النحوية، الناصرية،
التذكرية، البلدية، الخاتونية، الأرغونية .... الخ.
مـكتـباتـها
:
هنالك
34 اسماً لمكتبات مختلفة نذكر أقدمها:
1- مكتبة القديس المخلص: تأسست
عام 1558 م.
2- مكتبة الخليلي:
تأسست عام 1725 م.
3- مكتبة البطريركية الأورثوذوكسية: تأسست
عام 1865 م.
4- مكتبة الجامعة العربية.
5- المكتبة الخالدية: تأسست
عام 1900 م.
6- مكتبات خاصة تعود لبعض
الأسر القديمة منها: المكتبة
الفخرية ومكتبة آل البديري، مكتبة آل قطينة، ومكتبة آل الموقت.
متـاحـفها
:
1-
المتحف الحكومي للآثار: أنشئ عام 1927 م.
2-
المتحف الإسلامي: أسسه المجلس الإسلامي الأعلى عام
1341 هـ / 1923 م.
أماكنـها
التاريخـية الأخـرى :
كنيسة
قمامة، القيامة، المارستان أو الدباغة، حبس المسيح، الجتسيماني، طريق الآلام،
الصلاحية، المتحف، جبل الزيتون.
قبـابـها
:
قبة
الصخرة، قبة السلسلة، قبة جبريل، قبة الرسول، قبة الرصاص، قبة المعراج.بلدة فلسطين
1:45 م
Abdallah Nakhaleh
لا يوجد تعليقات
فلسطين
نبذة تاريخية عن فلسطين ..
فلسطين
هي المنطقة التاريخية الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، في جنوب شرق آسيا.
الأرض
تمتلك المنطقة أرض متنوّعة جدا، تقسم عموما إلى أربعة مناطق وهي من الغرب
الي الشرق السهل الساحلي، التلال وجبال الخليل، وادي الأردن، و الهضبة
الشرقية. في أقصى الجنوب هناك صحراء النقب. تتراوح الإرتفاعات من 395 قدم
تحت مستوى البحر على شواطئ البحر الميت، وهي أخفض نقطة على سطح الأرض، إلى
1020 قدم في أعلى قمم جبال الخليل.
تمتلك المنطقة عدّة مناطق خصبة. إمدادات المياه للمنطقة ليست وفيرة. نهر
الأردن هو النهر الوحيد في المنطقة، يتدفق جنوبا خلال بحيرة طبريا (بحيرة
الماء العذبة الوحيدة في المنطقة) إلى البحر الميت الشديد الملوحة.
التاريخ
العرب الكنعانيون كانوا أول السكان المعروفين لفلسطين. خلال الألف الثالثة
قبل الميلاد وقد أصبحوا مدنيين يعيشون في دول ومدن منها أريحا. طوّروا
أبجدية ومنها إشتقّت أنظمة كتابة آخرى. موقع فلسطين في مركز الطرق التي
تربط الثلاث قارات جعل لها موقع للإجتماع الديني و التأثير الثقافي على
مصر، سوريا، بلاد ما بين النهرين، وآسيا الصغرى. وكانت أيضا ساحة للحروب
بين القوى العظمى في المنطقة و خاضعة لهيمنة الإمبراطوريات المجاورة، بدأ
بمصر في ألفية الثالثة قبل الميلاد. الهيمنة المصرية والحكم الذاتي
للكنعانيين كانا بشكل دائم في تحدّ خلال ألفية الثانية قبل الميلاد من قبل
غزاة متنوّعين عرقيا كالعموريون، هيتيتيس، وهورريانس. على أية حال، هزم
الغزاة من قبل المصريين والكنعانيون.
بدأت السلطة المصرية بالضعف بعد القرن الرابع عشر قبل الميلاد، المحتلون
الجدّد ومنهم العبرانيين وهم مجموعة من القبائل السامية من بلاد ما بين
النهرين، و الفلستينيين (بعد ذلك سميت البلاد باسمهم)، وإيجي وهم شعوب من
أصل هندي أوروبي.
مملكة إسرائيل
بعد خروج القبائل العبرية من مصر (1270 قبل الميلاد) قاموا بغزو مدن
الكنعانيين. وتم لهم بقيادة جوشوا السيطرة على أجزاء من فلسطين (1230 قبل
الميلاد). أستقر العبرانيون في تلال البلاد، لكنّهم كانوا غير قادرين على
السيطرة على كلّ فلسطين. الإسرائيليون، وهم إتحاد القبائل العبرية، أخيرا
هزموا الكنعانيون حوالي 1125 قبل الميلاد. لكن تم غزوهم و قوتلوا قتالا
شديدا من قبل الفلستينيين. حيث أسّس الفلستينيين دولة مستقلة لهم على
الساحل الجنوبي لفلسطين وسيطروا على مدن الكنعانيين بما فيها القدس. وبما
كان لهم من قيادة عسكرية منظمة ولإستعمالهم الأسلحة الحديدية، هزموا
الإسرائيليين بشدة حوالي 1050 قبل الميلاد.
التهديدات المخّتلفة أجبرت الإسرائيليين على التوحد وتأسيس الحكم الملكي.
نبي الله داهود علية السلام، هزم الفلستينيين أخيرا بعد قليل من سنة 1000
قبل الميلاد، وتم لهم كامل السيطرة على أرض كنعان. وحدة إسرائيل وضعف
الإمبراطوريات المجاورة مكّنا داهود من تأسيس دولة مستقلة كبيرة عاصمتها في
القدس. في عهد إبن داهود ووريث، نبي الله سليمان علية السلام، تمتّع نبي
إسرائيل بالسلام و الإزدهار، لكن مع موته في 922 قبل الميلاد قسّمت المملكة
إلى إسرائيل في الشمال ويهودا في الجنوب.
عندما أستأنفت الإمبراطوريات القريبة توسعها، لم يستطع الإسرائيليون
المقسّمون في الإبقاء على إستقلالهم. سقطت إسرائيل إلى الإمبراطورية
الآشورية في 722-721 قبل الميلاد، ويهودا هزمت في 586 قبل الميلاد من قبل
بلاد بابل، الذين حطّموا القدس ونفوا أغلب اليهود الذين يعيشون فيها.
الحكم الفارسي
اليهود المنفون سمح لهم بالمحافظة على هويتهم ودينهم، بعض من أفضل الكتب
اللاهوتية والعديد من الكتب التاريخية و منها العهد القديم كتب خلال فترة
النفي أو ما عرف بالسبى البابلي. عندما حكم سيروس العظميم بلاد فارس قهر
بلاد بابل في 539 قبل الميلاد أجاز لليهود العودة إلى يهودا وهي منطقة في
فلسطين. تحت الحكم الفارسي سمح لليهود بالحكم الذاتي. جدّدوا جدران القدس
وصنّفوا التوراة التي أصبحت رمز الحياة الإجتماعية والدينية.
الحكم الروماني
الحكم الفارسي لفلسطين إستبدلت بالحكم اليوناني عندما أحتل الأكسندر الأكبر
المقدوني المنطقة في 333 قبل الميلاد. ورثة الأكسندر، بتوليميس وسيليوسدس،
واصلوا حكم البلاد. سيليوسدس حاول أن يفرض الثقافة والديانة الهيلانية
(اليونانية) على السكان. في القرن الثاني قبل الميلاد، تمرّد اليهود تحت
ماكابيس وبدأ دولة مستقلة (141 - 63 قبل الميلاد) حتى قهرهم بومبي العظيم
من روما وجعلها مقاطعة حكمت من قبل الملوك اليهود.
خلال حكم الملك هيرود العظيم (37-4 قبل الميلاد) ولد سيدنا عيسى علية
السلام. كان هناك ثورتان لليهود وقمعتا في 66-73 و 132-35. بعد الثانية،
قتل عدد كبير من اليهود، والعديد بيع كعبيد، أما البقية فلم يسمح لهم
بزيارة القدس. بدل أسم يهودا إلى إسم سوريا فلستينيا.
لاقت فلسطين إهتمام خاصّ عندما زارت القدس الإمبراطورة هيلينا أم
الإمبراطور الروماني قسطنتين الأول الذي شرع المسيحية وأعلنها ديانة للدولة
في 313 ميلادي. أصبحت القدس بؤرة للحجّ المسيحي. وكان لها عصرا ذهبيا من
الإزدهار، الأمن، والثقافة. أغلب السكان أصبحوا مسيحيين.
قطع الحكم البيزنطي (الروماني) خلال فترات قصيرة بغزوات فارسية وأنهى تماما
عندما فتحت الجيوش العربية الإسلامية فلسطين والقدس في العام 638.
الخلافة الإسلامية
الغزو اإسلامي بدأ حكم أسلامي لفلسطين لمدت 1300 سنة. كانت فلسطين مقدّسة
للمسلمين لأن الله أمر سيدنا محمد بأن تكون القدس القبلة الأول للمسلمين (
الإتجاه الذي يواجهة المسلم عندما يصلّي) ولأنة صلي الله علية وسلم صعد في
ليلة الإسراء و المعراج في رحلة إلى السماء من المدينة القديمة للقدس
(المسجد الأقصى اليوم)، حيث بني المسجد الإقصى و مسجد قبة الصخرة بعد ذلك.
أصبحت القدس المدينة الأقدس الثالثة للإسلام. الحكام المسلمون لم يجبروا
دينهم على الفلسطينيين، وخلال أكثر من قرن تحول الأغلبية إلى الإسلام.
المسيحيون واليهود الباقون إعتبروا أهل الكتاب. وسمح لهم السيطرة المستقلة
ذاتيا في مجتمعاتهم وضمن لهم أمنهم وحريتهم في العبادة. مثل هذا التسامح
كان نادر في تاريخ الأديان و في تاريخ فلسطين.
أكثر الفلسطينيين تبنّوا العربية والثقافة الإسلامية. فلسطين إستفادت من
التجارة مع الإمبراطوريات المجاورة ومن أهميتها الدينية خلال الحكم الأموي
الإسلامي في دمشق. عندما إنتقلت السلطة إلى بغداد مع العباسيين في 750،
أصبحت فلسطين مهملة. عانت البلاد بعد ذلك من الإضطراب والهيمنة المتعاقبة
من قبل السلجوقيين، الفاطميين، والغزوات الصليبية. شاركت فلسطين، على أية
حال، في مجد الحضارة الإسلامية، عندما تمتّع العالم الإسلامي بعصر ذهبي من
علم، فنّ، فلسفة، وأدب. حيث بدأ المسلمون تعلّم العلوم اليونانية وبدأوا
طريقا جديدا في عدّة حقول، بعد سنين كان لكلّ ذلك مساهمة كبيرة في عصر
النهضة في أوروبا.
الحكم العثماني
الأتراك العثمانيون من آسيا الصغرى هزموا المملوكيين في 1517، وحكموا
فلسطين حتى شتاء 1917. البلد كان قد قسّم إلى عدّة مناطق (سناجق) منها
القدس. إدارة المناطق وضعت بشكل كبير في أيادي العرب الفلسطينيون.
المسيحييون و اليهود، على أية حال، سمح لهم بكل الحريات الدينية والمدنية.
إشتركت فلسطين في مجد الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشرة، لكن
ضعف ذلك المجد ثانية للإمبراطورية في القرن السابعة عشرة.
ضعف فلسطين في التجارة، الزراعة، والسكان إستمرّ حتى القرن التاسع عشر. في
ذلك الوقت في بحث الأوروبيين عن الخام والمواد والأسواق، بالإضافة إلى
مصالحهم الأستراتيجية، جلبهم إلى الشرق الأوسط. بين 1831 و1840، محمد علي،
الوالى العثماني على مصر، حاول توسيع حكمة إلى فلسطين. سياساته حسنت الحال
الأقتصادية حيث زادت الزراعة، وتحسن التعليم. عادت السلطة للإمبراطورية
العثمانية ثانية في 1840، وفرضت إصلاحاتها الخاصة.
تصاعد القومية الأوروبية في القرن التاسعة عشرة، وخصوصا مع أنتشار
اللاسامية، شجّع اليهود الأوروبيين لطلب اللجوء الى "أرض الميعاد" في
فلسطين. ثيودور هيرزل، مؤلف كتاب الدولة اليهودية (1896)، أسّس المنظمة
الصهيونية العالمية في 1897 لحملّ أوروبا على حل "المشكلة اليهودية".
كنتيجة لتزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشّدة في 1880، العرب
الفلسطينيون وهم حوالي 95 بالمائة من السكان بدأوا يشعرون بالتخوف من هجرة
اليهود وشراء الأرض ومن ثمّ تحولت الى معارضة للصهيونية.
الإنتداب البريطاني
بمساعد من قبل العرب، أحتل البريطانية فلسطين من الأتراك العثمانيين في
1917 - 1918. العرب تمرّدوا ضدّ الأتراك لأن البريطانيين وعدوهم، في
1915-1916 من خلال المراسلات مع الشريف حسين إبن علي والى مكة المكرمة،
بإستقلال بلدانهم بعد الحرب. بريطانيا، على أية حال، قدمت إلتزامات متعارضة
أخرى في السرّ من خلال إتفاقية سيكيس بيكوت مع فرنسا وروسيا 1916، بالتعهد
بتقسيم وحكم المناطق العربية مع حلفائها. في إتفاقية ثالثة، في وعد بلفور
1917، وعدت بريطانيا اليهود بالمساعدة على تاسيس "وطن قومي" في فلسطين.
هذا الوعد دمج بعد ذلك في صك الإنتداب الممنوح لبريطانيا من عصبة الأمم في
1922. خلال إنتدابهم من 1922 الى 1948،البريطانيون وجدوا أن وعودهم
المتناقضة إلى اليهود و العرب الفلسطينيين صعبة التوافق. تصوّر الصهاينة
بفتح الهجرة اليهودية بشكل واسع النطاق، والبعض تكلّم عن دولة يهودية تشمل
كلّ فلسطين. الفلسطينيون، على أية حال، رفضوا قيام بريطانيا بتقديم بلادهم
إلى طرف ثالث و هم لا يملكونها، حدثت الهجمات المضادة للصهيونية في القدس
في 1920 ويافا في 1921.
في 1922 في بيان سياسي للحكومة البريطانية تم أنكار طلبات الصهيونية
بالحصول على كلّ فلسطين وحدّدت الهجرة اليهودية، لكن تم أعادت التأكيد على
دعم بريطانيا للوطن القومي لليهود. و قدم أقتراح بتأسّيس مجلس تشريعي، رفض
الفلسطينيون هذا المجلس لكون التمثيل فية عدم عدالة.
في 1928، عندما زادت الهجرة اليهودية بعض الشّيء، السياسة البريطانية تجاه
الهجرة تأرجح تحت تضارب الضغوط العربية واليهودية. الهجرة تزايدة بحدّة بعد
أضهاد النظام النازي في ألمانيا لليهود سنة 1933. في 1935 تقريبا حوالى
62,000 يهودي دخلوا فلسطين.
الخوف من الهيمنة اليهودية كان السبب الرئيسي للثورة العربية التي إندلعت
في 1936 وإستمرّت بشكل متقطّع حتى 1939. في ذلك الوقت حدّدت بريطانيا
الهجرة اليهودية ثانية ومنعت بيع الأرض لليهود.
فترة مابعد الحرب العالمية الثانية
الكفاح الفلسطين، الذي توقف خلال الحرب العالمية الثانية، إستأنف في 1945.
الرعب من المحرقة النازية المزعومة أنتج عطفا عالميا و أوروبي لليهود
وللصهيونية، وبالرغم من أن بريطانيا ما زالت ترفض هجرة 100,000 يهودي إلى
فلسطين، العديد من اليهودي وجد طريقهم الى هناك بشكل غير قانوني.
الخطط المختلفة لحلّ مشكلة فلسطين رفضت من طرف أو آخر. أعلنت بريطانيا أن
الإنتداب فاشل وحولت المشكلة إلى الأمم المتّحدة في أبريل/نيسان 1947.
اليهود والفلسطينيون أستعدوا للمواجهة. بالرغم من أن الفلسطينيون فاقوا عدد
اليهود (1300000 إلى 600000)، اليهود كانوا مستعدّين أفضل. إمتلكوا حكومة
شبة مستقلة، تحت قيادة ديفيد بن جوريون، وجيشهم، الهاجانا، كان مدرّب بشكل
جيد. الفلسطينيون لم يكن لهم الفرصة للتجهز منذ الثورة العربية، وأغلب
زعماء الثورة كانوا في المنفى أو سجون الإنتداب البريطاني.
مفتي القدس، والناطق الرئيسي للفلسطينيين، رفض القبول بالدولة اليهودية.
عندما قررت الأمم المتّحدة تقسيم فلسطين في نوفمبر/تشرين الثّاني 1947، رفض
العرب الخطة بينما قبلها اليهود. في الحرب العسكري التي بدأت بعد أنهاء
بريطانيا للإنتداب هزم العرب والفلسطينيون.
قامت إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، جائت خمس جيوش عربية لمساعدة
الفلسطينيين، وقامت بالهجوم فورا. عدم التنسيق وأسباب آخرى كانت السبب في
هزيمة الجيوش العربية. إسرائيل أحتلت أكثر مما كان مقررا لها في قرار
التقسيم. في حين أخذت الأردن الضفة الغربية من نهر الأردن، ومصر أخذت قطاع
غزة. (إحتلّت إسرائيل هذه الأراضي بعد حرب الأيام الستّة 1967.) نتج عن
الحرب 780,000 لاجىء فلسطيني. جزء منهم تركوا بيوتهم من الخوف والرعب،
بينما البقية أجبرت على الخروج. الفلسطينيون مع إنتشارهم خلال البلدان
المجاورة، أبقوا على هويتهم الوطنية الفلسطينية والرغبة في العودة إلى
وطنهم.
هي المنطقة التاريخية الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، في جنوب شرق آسيا.
الأرض
تمتلك المنطقة أرض متنوّعة جدا، تقسم عموما إلى أربعة مناطق وهي من الغرب الي الشرق السهل الساحلي، التلال وجبال الخليل، وادي الأردن، و الهضبة الشرقية. في أقصى الجنوب هناك صحراء النقب. تتراوح الإرتفاعات من 395 قدم تحت مستوى البحر على شواطئ البحر الميت، وهي أخفض نقطة على سطح الأرض، إلى 1020 قدم في أعلى قمم جبال الخليل.
تمتلك المنطقة عدّة مناطق خصبة. إمدادات المياه للمنطقة ليست وفيرة. نهر الأردن هو النهر الوحيد في المنطقة، يتدفق جنوبا خلال بحيرة طبريا (بحيرة الماء العذبة الوحيدة في المنطقة) إلى البحر الميت الشديد الملوحة.
التاريخ
العرب الكنعانيون كانوا أول السكان المعروفين لفلسطين. خلال الألف الثالثة قبل الميلاد وقد أصبحوا مدنيين يعيشون في دول ومدن منها أريحا. طوّروا أبجدية ومنها إشتقّت أنظمة كتابة آخرى. موقع فلسطين في مركز الطرق التي تربط الثلاث قارات جعل لها موقع للإجتماع الديني و التأثير الثقافي على مصر، سوريا، بلاد ما بين النهرين، وآسيا الصغرى. وكانت أيضا ساحة للحروب بين القوى العظمى في المنطقة و خاضعة لهيمنة الإمبراطوريات المجاورة، بدأ بمصر في ألفية الثالثة قبل الميلاد. الهيمنة المصرية والحكم الذاتي للكنعانيين كانا بشكل دائم في تحدّ خلال ألفية الثانية قبل الميلاد من قبل غزاة متنوّعين عرقيا كالعموريون، هيتيتيس، وهورريانس. على أية حال، هزم الغزاة من قبل المصريين والكنعانيون.
بدأت السلطة المصرية بالضعف بعد القرن الرابع عشر قبل الميلاد، المحتلون الجدّد ومنهم العبرانيين وهم مجموعة من القبائل السامية من بلاد ما بين النهرين، و الفلستينيين (بعد ذلك سميت البلاد باسمهم)، وإيجي وهم شعوب من أصل هندي أوروبي.
مملكة إسرائيل
بعد خروج القبائل العبرية من مصر (1270 قبل الميلاد) قاموا بغزو مدن الكنعانيين. وتم لهم بقيادة جوشوا السيطرة على أجزاء من فلسطين (1230 قبل الميلاد). أستقر العبرانيون في تلال البلاد، لكنّهم كانوا غير قادرين على السيطرة على كلّ فلسطين. الإسرائيليون، وهم إتحاد القبائل العبرية، أخيرا هزموا الكنعانيون حوالي 1125 قبل الميلاد. لكن تم غزوهم و قوتلوا قتالا شديدا من قبل الفلستينيين. حيث أسّس الفلستينيين دولة مستقلة لهم على الساحل الجنوبي لفلسطين وسيطروا على مدن الكنعانيين بما فيها القدس. وبما كان لهم من قيادة عسكرية منظمة ولإستعمالهم الأسلحة الحديدية، هزموا الإسرائيليين بشدة حوالي 1050 قبل الميلاد.
التهديدات المخّتلفة أجبرت الإسرائيليين على التوحد وتأسيس الحكم الملكي. نبي الله داهود علية السلام، هزم الفلستينيين أخيرا بعد قليل من سنة 1000 قبل الميلاد، وتم لهم كامل السيطرة على أرض كنعان. وحدة إسرائيل وضعف الإمبراطوريات المجاورة مكّنا داهود من تأسيس دولة مستقلة كبيرة عاصمتها في القدس. في عهد إبن داهود ووريث، نبي الله سليمان علية السلام، تمتّع نبي إسرائيل بالسلام و الإزدهار، لكن مع موته في 922 قبل الميلاد قسّمت المملكة إلى إسرائيل في الشمال ويهودا في الجنوب.
عندما أستأنفت الإمبراطوريات القريبة توسعها، لم يستطع الإسرائيليون المقسّمون في الإبقاء على إستقلالهم. سقطت إسرائيل إلى الإمبراطورية الآشورية في 722-721 قبل الميلاد، ويهودا هزمت في 586 قبل الميلاد من قبل بلاد بابل، الذين حطّموا القدس ونفوا أغلب اليهود الذين يعيشون فيها.
الحكم الفارسي
اليهود المنفون سمح لهم بالمحافظة على هويتهم ودينهم، بعض من أفضل الكتب اللاهوتية والعديد من الكتب التاريخية و منها العهد القديم كتب خلال فترة النفي أو ما عرف بالسبى البابلي. عندما حكم سيروس العظميم بلاد فارس قهر بلاد بابل في 539 قبل الميلاد أجاز لليهود العودة إلى يهودا وهي منطقة في فلسطين. تحت الحكم الفارسي سمح لليهود بالحكم الذاتي. جدّدوا جدران القدس وصنّفوا التوراة التي أصبحت رمز الحياة الإجتماعية والدينية.
الحكم الروماني
الحكم الفارسي لفلسطين إستبدلت بالحكم اليوناني عندما أحتل الأكسندر الأكبر المقدوني المنطقة في 333 قبل الميلاد. ورثة الأكسندر، بتوليميس وسيليوسدس، واصلوا حكم البلاد. سيليوسدس حاول أن يفرض الثقافة والديانة الهيلانية (اليونانية) على السكان. في القرن الثاني قبل الميلاد، تمرّد اليهود تحت ماكابيس وبدأ دولة مستقلة (141 - 63 قبل الميلاد) حتى قهرهم بومبي العظيم من روما وجعلها مقاطعة حكمت من قبل الملوك اليهود.
خلال حكم الملك هيرود العظيم (37-4 قبل الميلاد) ولد سيدنا عيسى علية السلام. كان هناك ثورتان لليهود وقمعتا في 66-73 و 132-35. بعد الثانية، قتل عدد كبير من اليهود، والعديد بيع كعبيد، أما البقية فلم يسمح لهم بزيارة القدس. بدل أسم يهودا إلى إسم سوريا فلستينيا.
لاقت فلسطين إهتمام خاصّ عندما زارت القدس الإمبراطورة هيلينا أم الإمبراطور الروماني قسطنتين الأول الذي شرع المسيحية وأعلنها ديانة للدولة في 313 ميلادي. أصبحت القدس بؤرة للحجّ المسيحي. وكان لها عصرا ذهبيا من الإزدهار، الأمن، والثقافة. أغلب السكان أصبحوا مسيحيين.
قطع الحكم البيزنطي (الروماني) خلال فترات قصيرة بغزوات فارسية وأنهى تماما عندما فتحت الجيوش العربية الإسلامية فلسطين والقدس في العام 638.
الخلافة الإسلامية
الغزو اإسلامي بدأ حكم أسلامي لفلسطين لمدت 1300 سنة. كانت فلسطين مقدّسة للمسلمين لأن الله أمر سيدنا محمد بأن تكون القدس القبلة الأول للمسلمين ( الإتجاه الذي يواجهة المسلم عندما يصلّي) ولأنة صلي الله علية وسلم صعد في ليلة الإسراء و المعراج في رحلة إلى السماء من المدينة القديمة للقدس (المسجد الأقصى اليوم)، حيث بني المسجد الإقصى و مسجد قبة الصخرة بعد ذلك.
أصبحت القدس المدينة الأقدس الثالثة للإسلام. الحكام المسلمون لم يجبروا دينهم على الفلسطينيين، وخلال أكثر من قرن تحول الأغلبية إلى الإسلام. المسيحيون واليهود الباقون إعتبروا أهل الكتاب. وسمح لهم السيطرة المستقلة ذاتيا في مجتمعاتهم وضمن لهم أمنهم وحريتهم في العبادة. مثل هذا التسامح كان نادر في تاريخ الأديان و في تاريخ فلسطين.
أكثر الفلسطينيين تبنّوا العربية والثقافة الإسلامية. فلسطين إستفادت من التجارة مع الإمبراطوريات المجاورة ومن أهميتها الدينية خلال الحكم الأموي الإسلامي في دمشق. عندما إنتقلت السلطة إلى بغداد مع العباسيين في 750، أصبحت فلسطين مهملة. عانت البلاد بعد ذلك من الإضطراب والهيمنة المتعاقبة من قبل السلجوقيين، الفاطميين، والغزوات الصليبية. شاركت فلسطين، على أية حال، في مجد الحضارة الإسلامية، عندما تمتّع العالم الإسلامي بعصر ذهبي من علم، فنّ، فلسفة، وأدب. حيث بدأ المسلمون تعلّم العلوم اليونانية وبدأوا طريقا جديدا في عدّة حقول، بعد سنين كان لكلّ ذلك مساهمة كبيرة في عصر النهضة في أوروبا.
الحكم العثماني
الأتراك العثمانيون من آسيا الصغرى هزموا المملوكيين في 1517، وحكموا فلسطين حتى شتاء 1917. البلد كان قد قسّم إلى عدّة مناطق (سناجق) منها القدس. إدارة المناطق وضعت بشكل كبير في أيادي العرب الفلسطينيون. المسيحييون و اليهود، على أية حال، سمح لهم بكل الحريات الدينية والمدنية. إشتركت فلسطين في مجد الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشرة، لكن ضعف ذلك المجد ثانية للإمبراطورية في القرن السابعة عشرة.
ضعف فلسطين في التجارة، الزراعة، والسكان إستمرّ حتى القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت في بحث الأوروبيين عن الخام والمواد والأسواق، بالإضافة إلى مصالحهم الأستراتيجية، جلبهم إلى الشرق الأوسط. بين 1831 و1840، محمد علي، الوالى العثماني على مصر، حاول توسيع حكمة إلى فلسطين. سياساته حسنت الحال الأقتصادية حيث زادت الزراعة، وتحسن التعليم. عادت السلطة للإمبراطورية العثمانية ثانية في 1840، وفرضت إصلاحاتها الخاصة.
تصاعد القومية الأوروبية في القرن التاسعة عشرة، وخصوصا مع أنتشار اللاسامية، شجّع اليهود الأوروبيين لطلب اللجوء الى "أرض الميعاد" في فلسطين. ثيودور هيرزل، مؤلف كتاب الدولة اليهودية (1896)، أسّس المنظمة الصهيونية العالمية في 1897 لحملّ أوروبا على حل "المشكلة اليهودية". كنتيجة لتزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشّدة في 1880، العرب الفلسطينيون وهم حوالي 95 بالمائة من السكان بدأوا يشعرون بالتخوف من هجرة اليهود وشراء الأرض ومن ثمّ تحولت الى معارضة للصهيونية.
الإنتداب البريطاني
بمساعد من قبل العرب، أحتل البريطانية فلسطين من الأتراك العثمانيين في 1917 - 1918. العرب تمرّدوا ضدّ الأتراك لأن البريطانيين وعدوهم، في 1915-1916 من خلال المراسلات مع الشريف حسين إبن علي والى مكة المكرمة، بإستقلال بلدانهم بعد الحرب. بريطانيا، على أية حال، قدمت إلتزامات متعارضة أخرى في السرّ من خلال إتفاقية سيكيس بيكوت مع فرنسا وروسيا 1916، بالتعهد بتقسيم وحكم المناطق العربية مع حلفائها. في إتفاقية ثالثة، في وعد بلفور 1917، وعدت بريطانيا اليهود بالمساعدة على تاسيس "وطن قومي" في فلسطين.
هذا الوعد دمج بعد ذلك في صك الإنتداب الممنوح لبريطانيا من عصبة الأمم في 1922. خلال إنتدابهم من 1922 الى 1948،البريطانيون وجدوا أن وعودهم المتناقضة إلى اليهود و العرب الفلسطينيين صعبة التوافق. تصوّر الصهاينة بفتح الهجرة اليهودية بشكل واسع النطاق، والبعض تكلّم عن دولة يهودية تشمل كلّ فلسطين. الفلسطينيون، على أية حال، رفضوا قيام بريطانيا بتقديم بلادهم إلى طرف ثالث و هم لا يملكونها، حدثت الهجمات المضادة للصهيونية في القدس في 1920 ويافا في 1921.
في 1922 في بيان سياسي للحكومة البريطانية تم أنكار طلبات الصهيونية بالحصول على كلّ فلسطين وحدّدت الهجرة اليهودية، لكن تم أعادت التأكيد على دعم بريطانيا للوطن القومي لليهود. و قدم أقتراح بتأسّيس مجلس تشريعي، رفض الفلسطينيون هذا المجلس لكون التمثيل فية عدم عدالة.
في 1928، عندما زادت الهجرة اليهودية بعض الشّيء، السياسة البريطانية تجاه الهجرة تأرجح تحت تضارب الضغوط العربية واليهودية. الهجرة تزايدة بحدّة بعد أضهاد النظام النازي في ألمانيا لليهود سنة 1933. في 1935 تقريبا حوالى 62,000 يهودي دخلوا فلسطين.
الخوف من الهيمنة اليهودية كان السبب الرئيسي للثورة العربية التي إندلعت في 1936 وإستمرّت بشكل متقطّع حتى 1939. في ذلك الوقت حدّدت بريطانيا الهجرة اليهودية ثانية ومنعت بيع الأرض لليهود.
فترة مابعد الحرب العالمية الثانية
الكفاح الفلسطين، الذي توقف خلال الحرب العالمية الثانية، إستأنف في 1945. الرعب من المحرقة النازية المزعومة أنتج عطفا عالميا و أوروبي لليهود وللصهيونية، وبالرغم من أن بريطانيا ما زالت ترفض هجرة 100,000 يهودي إلى فلسطين، العديد من اليهودي وجد طريقهم الى هناك بشكل غير قانوني.
الخطط المختلفة لحلّ مشكلة فلسطين رفضت من طرف أو آخر. أعلنت بريطانيا أن الإنتداب فاشل وحولت المشكلة إلى الأمم المتّحدة في أبريل/نيسان 1947. اليهود والفلسطينيون أستعدوا للمواجهة. بالرغم من أن الفلسطينيون فاقوا عدد اليهود (1300000 إلى 600000)، اليهود كانوا مستعدّين أفضل. إمتلكوا حكومة شبة مستقلة، تحت قيادة ديفيد بن جوريون، وجيشهم، الهاجانا، كان مدرّب بشكل جيد. الفلسطينيون لم يكن لهم الفرصة للتجهز منذ الثورة العربية، وأغلب زعماء الثورة كانوا في المنفى أو سجون الإنتداب البريطاني.
مفتي القدس، والناطق الرئيسي للفلسطينيين، رفض القبول بالدولة اليهودية. عندما قررت الأمم المتّحدة تقسيم فلسطين في نوفمبر/تشرين الثّاني 1947، رفض العرب الخطة بينما قبلها اليهود. في الحرب العسكري التي بدأت بعد أنهاء بريطانيا للإنتداب هزم العرب والفلسطينيون.
قامت إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، جائت خمس جيوش عربية لمساعدة الفلسطينيين، وقامت بالهجوم فورا. عدم التنسيق وأسباب آخرى كانت السبب في هزيمة الجيوش العربية. إسرائيل أحتلت أكثر مما كان مقررا لها في قرار التقسيم. في حين أخذت الأردن الضفة الغربية من نهر الأردن، ومصر أخذت قطاع غزة. (إحتلّت إسرائيل هذه الأراضي بعد حرب الأيام الستّة 1967.) نتج عن الحرب 780,000 لاجىء فلسطيني. جزء منهم تركوا بيوتهم من الخوف والرعب، بينما البقية أجبرت على الخروج. الفلسطينيون مع إنتشارهم خلال البلدان المجاورة، أبقوا على هويتهم الوطنية الفلسطينية والرغبة في العودة إلى وطنهم.